طاعون الجنون

يحكي ان مرضا انتشر بين المدن يسمى ب طاعون الجنون و قد نزل في نهر من أنهار مدينة العقلاء..و كلما شرب منه أحد أصبح مجنونا.. فصار الناس يتوافدون على هذا النهر بدون أن يصدقوا هذا الخبر ... فيشربوا منه و يصبحوا بعد مدة كالمجانين.. و من تأثيراته أنهم يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..


حاول ملك المدينة محاربة هذا المرض .. لكنه لم ينجح ,, و في صباح يوم ما
ذهبت زوجته إلى ذلك النهر بدافع الفضول ,, و لكنها سرعان ما جذبها الفضول الى
الشرب من ذلك النهر.. فأصيبت بالجنون,,
و صارت الملكة تجتمع مع أقرانها من المجانين ..و تشتكي لهم من جنون الملك!!!

لم يبقى في القصر سوى الملك و وزيره .. فنادى عليه بأن يجمع الحرس .. و لكن فات الأوان .. فقد جن الحرس و الأطباء .. و لم يبقى في المدينة سوى الملك و الوزير ..
و تغيرت من مدينة للعقلاء الى مدينة للمجانيين,,,
أصبح مجانيين المدينة يدعون أنهم عقلاء و أتهموا الملك و وزيره بالجنون ,,

فصاح الملك:
ما هذا الهراء !! هم من شرب من النهر و أصابهم طاعون الجنون ,,

الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون

لذا فإننا مجنونان في نظرهم لأننا لم نشرب من النهر. مانحن يا مولاي إلا حبتا رمل بين جموع رمال كثيرة .. هم الأغلبية .. و هم من يملكون العدل والفضيلة ... فقد وضعوا الحد الفاصل بين العقل والجنون ..


هنا صمت الملك و قال : يا وزير ناولني بكأس من نهر الجنون إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين.

بالتأكيد الخيار صعب ..عندماينفرد شخص بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين ..عندما تكون شامخا عن عيون من لا يتقبلون فكرتك ..هل ستستسلم لهم .. وتخضع لما اقتنعوا به .. هل سستجرع من كأس الجنون ؟

*******

غاليليو عالم فلكي ورياضي وفيلسوف إيطالي، عكف على الدراسة والبحث في علوم الفلك وبسبب علمه وقع بينه وبين الكنيسة الكثير من الجدل والتوتر الأمر الذي انتهى باتهامه بالكفر والإلحاد، وحكم عليه بالسجن والعزلة، وعلى الرغم من كل هذا ظل العالم أجمع يشهد بعبقرية هذا العالم الذي أثبت بالدلائل والحقائق صدق نظرية كوبرنيكس والتي تقول أن الشمس هي المركز الذي تدور حوله الكواكب وليست الأرض، وأن الأرض مثل غيرها من الكواكب تدور حول الشمس وليست ثابته
فأثبت الزمن ان غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت
ولكن ليس بالضرورة الانفراد بالرأي هو التصرف الأصح باستمرار !

في بعض الأحيان أتمنى لو أ شرب من هذا الكأس حتى تبتل عروقي
فعندما أنفرد بقراري متيقنة أنه الصواب أحارب الكل لكي أثبت أنني على حق.. و لكن بعد مدة اكتشف ان كل ما قررته كان مجرد وهم و لم يكن سوى غلطة ارتكبتها..

اذن ما هو الحل في هذه الجدلية ... هل نشرب من الكأس أم لا ؟

دعونا نحلل الموضوع بطريقة منطقية و ربما قد تكون جنونية!!.

رأي فردي مقابل رأي جماعي

منطقيا الرأي الجماعي يعطينا رأي الأكثرية وليس بالضرورة الأكثر صحة

في نفس الوقت نسبة الخطأ في الرأي الجماعي أقل بكثير من نسبة الخطأ في الرأي الفردي

جنونيا من يضمن انه فيهذه اللحظة كانت نسبة الصواب في صالحك
أليس الأمر محير
لكن كل المسألة تعتمد على الأيمان و الثقة بالنفس و بعدها الثقة بالآخرين..





لكن أيهما تفضل ان تكون مجنونا مع الناس !

او تكون عاقلا لوحدك

!



تحياتي:
サファイヤ



هذا اسمي الحقيقي بالياباني
اللي يعرفه يجوله^^
و
دمتم بود